البَابُ الثَّانِي: أَحْوَالُ الْمُسْنَدِ إِلَيْه
فَلِاجْتِنَابِ عَبَثٍ قُلْ حَذْفُهُ * أَوْ لاِخْتِبَارِ سَامِعٍ هَلْ يَنْبُهُ
أَوْ قَدْرِ فَهْمِهِ وَجَنْحٍ لِدَلِيلْ * أَقْوَى هُوَ الْعَقْلُ لهُ “قُلْتُ عَلِيلْ”
أَوْ صَوْنِهِ عَنْ ذِكْرِهِ أَوْ صَوْنِكَا * أَوْ لِتَأَتِّي الْجَحْدِ إِنْ يُجْنَحْ لَكَا
أَوْ كَوْنِهِ مُعَيَّنًا أَوِ ادِّعَا * أَوِ الْمَقَامِ ضَيِّقًا أَوْ سُمِعَا
وَذِكْرُهُ لِلْأَصْلِ أَوْ يُحْتَاطُ إِذْ * تَعْوِيلُهُ عَلَى الْقَرِينَةِ انْتُبِذْ
أَوْ سَامِعٍ لَيْسَ بِذِي تَذْكِيرِ * أَوْ كَثْرَةِ الْإِيضَاحِ وَالتَّقْرِيرِ
أَوْ قَصْدِهِ تَحْقِيرَهُ أَوْ رِفْعَتَهْ * أَوْ بَرَكَاتِ شَأْنِهِ أَوْ لَذَّتَهْ
أَوْ بَسْطَهُ الْكَلاَمَ حَيْثُ يُطْلَبُ * طُولُ الْمَقَامِ كَالَّذِي يُسْتَعْذَبُ
وَكَوْنُهُ مَعْرِفَةً فَمُضْمَرُ * إِذِ الْمَقَامُ غَائِبٌ أَوْ حَاضِرُ
وَالْأَصْلُ فِي الْخِطَابِ أَنْ يُعَيَّنَا * مُخَاطَبٌ وَفَقْدُ ذَاكَ يُعْتَنَى
كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: “وَلَوْ تَرَى” * لِكَيْ يَعُمَّ كُلَّ شَخْصٍ قَدْ يَرَى
وَعَلَمٌ لِأَجْلِ أَنْ يَحْضُرَ فِي * ذِهْنٍ بِعَيْنِهِ وَبِاسْمِهِ الْوَفِي
فِي الاِبْتِدَا كَ”قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ” * أَوْ لِكِنَايَةٍ وَرِفْعَةٍ وَضِدْ
أَوْ لِتَبَرُّكٍ وَلَذَّةٍ، وَمَا * يُوصَلُ لِلتَّقْرِيرِ أَوْ أَنْ فُخِّمَا
أَوْ فَقْدِ عِلْمٍ سَامِعٍ غَيْرَ الصِّلَهْ * كَ”إنَّ مَا أَهْدَى إِلَيْكَ يَعْمَلَهْ”
أَوْ هُجْنَةِ التَّصْرِيحِ بِالْإِسْمِ كَذَا * تَنْبِيهُهُ عَلَى الْخَطَا وَنَحْوِ ذَا
أَوْ لِإِشَارَةٍ إِلَى وَجْهِ الْبِنَا * لِخَبَرٍ وَقَدْ يَكُونُ ذَا هُنَا
ذَرِيعَةً لِرَفْعِ شَأْنِ الْمُسْنَدِ * أَوْ غَيْرِهِ أَوْ لِسِوَاهُ وَزِدِ
ذَرِيعَةً لِأَجْلِ تَحْقِيقِ الْخَبَرْ * وَقَالَ فِي الْإِيضَاحِ: (فِي هَذَا نَظَرْ)
وَاسْمُ إِشَارَةٍ لِكَيْ يُمَيَّزَا * أَكْمَلَ تَمْيِيزٍ كَ”هَذَا مَنْ غَزَا”
كَذَا لِتَعْرِيضٍ بِأَنَّ السَّامِعْ * مُسْتَبْلِدٌ كَالْبَيْتِ ذِي الْمَجَامِعْ
أَوْ لِبَيَانِ حَالِهِ مِنْ قُرْبِ * أَوْ بُعْدٍ اوْ تَحْقِيرِهِ بِالْقُرْبِ
أَوْ رَفْعِهِ بِالْبُعْدِ أَوْ تَحَقُّرِ * أَوْ كَوْنِهِ بِالْوَصْفِ بَعْدَهُ حَرِيْ
أَوْ لَمْ يَكُنْ بِغَيْرِ ذَاكَ يُعْرَفُ * قَدْ زَادَهُ عَلَى الْمَوَاضِي يُوسُفُ
ثُمَّ بِ(أَلْ) إِشَارَةً لِمَا عُهِدْ * أَوْ لِحَقِيقَةٍ وَرُبَّمَا تَرِدْ
لِوَاحِدٍ لِعَهْدِهِ فِي الذِّهِنِ * نَحْوُ “ادْخُلِ السّوقَ”وَلاَ عَهْدَ عُي
كَالنُّكْرِ مَعْنًى وَلِأَفْرَادٍ تَعُمْ * حَقِيقَةً كَعَالِمِ الْغَيْبِ قَدُمْ
وَمِنْهُ عُرْفِيْ وَعُمُومُ الْمُفْرَدِ * أَشْمَلُ إِذْ صَحَّ وُجُودُ مُفْرَدِ
وَرَجُلَيْنِ مَعَ قَوْلٍ” لاَ رِجَالْ * فِي الدَّارِ” دُونَ مَا إِذَا فَرْدٌ يُقَالْ
وَلاَ تَنَافِيْ بَيْنَ الاِسْتِغْرَاقِ * وَبَيْنَ الاِفْرَادِ بِالاِتِّفَاقِ
لِأَنَّهُ يَدْخُلُ مَعْ قَطْعِ النَّظَرْ * عَنْ وَحْدَةٍ، وَبِالْإِضَافَةِ اسْتَقَرْ
لِلاِخْتصَارِ أَوْ لِتَعْظِيمِ الْمُضَافْ * إِلَيْهِ أَوْ مُضَافِ هَذَا أَوْ خِلاَفْ
هَذَيْنِ أَوْ إِهَانَةٍ كَ”عَبْدِي * عَبْدُ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي”
قُلْتُ: وَالاِسْتِغْرَاقِ لَكِنْ سَكَتُوا * عَنْهُ، وَمِنْ (أَلْ) ذَا بِهَذَا أَثْبَتُ
وَيُوسُفٌ :وَلِإِشَارَةٍ إِلَى * نَوْعِ مَجَازٍ وَلِتَرْقِيقٍ جَلاَ
وَكَوْنُهُ نَكِرَةً لِوَحْدَتِهْ * كَ”رَجُلٌ” نَوْعِيَّةٍ أَوْ رِفْعَتِهْ
أَوْ ضِدِّهَا أَوْ كَثْرَةٍ أَوْ قِلَّتِهْ * وَقَدْ أَتَى لِرِفْعَةٍ وَكَثْرَتِهْ
“قَدْ كُذِّبَتْ رُسْلٌ” مِثَالٌ فَافْهَمِ * وَغَيْرُهُ نُكِّرَ قَصْدَ الْعِظَمِ
نَحْوُ “بِحَرْبٍ” وَلِضِدٍّ “ظَنَّا” * وَالنَّوْعُ وَالْإِفْرَادُ حَقًّا عَنَّا
فِي “دَابَةٍ مِنْ مَاءٍ” الَّذِي تُلِي * أَوْ قُصِدَ الْعُمُومُ إِنْ نَفْيًا وَلِي
أَوْ لِتَجَاهُلٍ أَوَ انْ لاَ يُدْرِكَا * ذُو الْقَوْلِ وَالسَّامِعُ غَيْرَ ذَلِكَا
ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَهِرَهْ * إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ
تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِي * تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ
شَاهِدُهَا الَّذِي رَوَيْنَا مُسْنَدَا * “لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ أَبَدَا”
وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذَا بِأَمْثِلَةْ * وَقَالَ: ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَةْ
وَوَصْفُهُ لِلْكَشْفِ وَالتَّخْصِيصِ أَوْ * تَأَكُّدٍ وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ رَأَوْا
وَكَوْنُهُ أُكِّدَ لِلتَّقْرِيرِ مَعْ * تَوَهُّمِ الْمَجَازِ وَالسَّهْوِ انْدَفَعْ
أَوْ عَدَمِ الشُّمُولِ، وَالْبَيَانُ قَرْ * لِكَشْفِهِ نَحْوُ “أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ”
وَالْعَطْفُ لِلتَّفْصِيلِ بِالْإِيجَازِ فِي * ذَا الْبَابِ وَالْمُسْنَدِ أَوْ رَدٍّ نُفِيْ
بِهِ الْخَطَا فِي “جَا أَبُوكَ لاَ الْأَجَلْ” * أَوْ صَرْفِ حُكْمٍ لِلسِّوَى فِي عَطْفِ (بَلْ(
وَالشَّكِّ وَالتَّشْكِيكِ، قُلْتُ: أَوْ سِوَى * ذَلِكَ مِمَّا حَرْفَ عَطْفٍ قَدْ حَوَى
وَبَدَلُ الشَّيْءِ وَبَعْضٍ وَاشْتِمَالْ * لِزَيْدِ تَقْرِيرٍ وَإِيضَاحٍ يُقَالْ
وَالْفَصْلُ تَخْصِيصًا لَهُ بِالْمُسْنَدِ * وَالْمَيْزَ مِنْ نَعْتٍ وَلِلتَّأَكُّدِ
وَكَوْنُهُ مُؤَخَّرًا فَلاِقْتِضَا * تَقَدُّمِ الْمُسْنَدِ أَمْرٌ مُرْتَضَى
وَكَوْنُهُ مُقَدَّمًا إِذْ هُوْ الْمُهِمْ * لِكَوْنِهِ الْأَصْلَ وَمُخْرِجٌ عُدِمْ
أَوْ لِتَمَكُّنْ خَبَرٍ فِي الذِّهْنِ إِذْ * فِي الْمُبْتَدَا تَشَوُّقٌ لَهُ أُخِذْ
أَوْ سُرْعَةِ السُّرُورِ لِلتَّفَاؤُلِ * أَوْ لِمَسَاءَةِ الْعُدُوِّ الْعَاذِلِ
أَوْ كَوْنِهِ يُوهِمُ الاِسْتِلْذَاذَ بِهْ * أَوْ لاَزِمَ الْخَاطِرِ وَالَّذِي شُبِهْ
قِيلَ: وَلِلتَّخْصِيصِ بِالْفِعْلِ الْخَبَرْ * تَالِيَ نَفْيٍ نَحْوُ “مَا أَنَا أُضَرْ”
أَيْ بَلْ سِوَايَ وَلِهَذَا لَمْ يَصِحْ * “وَلاَ سِوَايَ” وَالْقِيَاسُ مُتَّضِحْ
Bait Ini akan kami update dengan segera. Terima Kasih.